وكالة الديرة نيوز.. البصرة.. الأهوار تعود إلى الحياة وتصبح مقصداً
للسياح الأجانب
تمتاز البصرة ببيئات مائية وزراعية متنوعة ففي شمالها حيث يلتقي نهري دجلة والفرات في منطقة "كَرمة علي" التابعة لقضاء الهارثة ليشكلا شط العرب، المنفذ البحري الوحيد في العراق إلى المياه الدولية، إلى جانب كثرة الأنهار الفرعية في المحافظة والتي شكلت بدورها هوريّ "المسحّب والصلال" التي باتت مقصداً للسياح العراقيين والجنسيات الأخرى.
و قال معاون مدير فرع مركز إنعاش الأهوار في البصرة، ناظم عبد الإمام: أن "هوريّ "المسحّب والصلال" يعدان جزءاً من هور "الحمّار" الشرقي، ويتكونان من تفرعات نهر "كَرمة علي" ليشكلا هورين بمساحة تبلغ 200 كيلومتر مربع و ضمت لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو مؤخراً جزءاً من أهوار المسحب والصلال، وذلك لتحديد المسارات البيئية والنهرية، وبعد هذا الإنجاز اتجهت العناية الحكومية للاهتمام بالأهوار وتهيأتها للاستفادة منها سياحياً وبيئياً، حتى أصبحت مقصداً للسياح من دول العالم والمنطقة".
وتابع عبد الإمام إن"الأهوار شهدت انتعاشاً في الثروة السمكية وعودة أسماك (السمتي) المفضلة لدى العراقيين بعد اختفائها في السنوات الأخيرة بسبب انتشار سمك (البلطي) غير المرغوب، و كذلك للطيور المهاجرة نصيب من هوريّ المسحّب والصلال حيث تتخذ منها مكاناً للاستراحة من رحلتها الطويلة الممتدة من دول شرق آسيا كالصين وأوزبكستان وحتى من الأرجنتين في أميركا الجنوبية، وتتعدد أنواع وأسماء هذه الطيور فهناك (الخضيري، ودجاج الماي، والحذاف، والبغيلي، والتشم، وأبو سلة، والهليچي) الأمر الذي دعا بعض أهالي هذه المناطق إلى العودة إلى مزارعهم وتربية الدواجن والمواشي وإنشاء الأحواض لتربية الأسماك بعد عودة الحياة للأهوار التي هجرها أهلها بسبب الجفاف".
وأوضح، أن "نسبة التراكيز الملحية اليوم في مياه شط العرب في قضاء الهارثة تتراوح ما بين 2-3 آلاف TDS، وهي نسبة مقبولة تجعل المياه صالحة للزراعة والاستخدام البشري وعودة الحياة فيها وهي تعتبر منخفضة نسبة إلى ما كانت عليه سابقاً حيث وصلت إلى 17000 TDS، وأحد الأسباب المهمة لزيادة هذه الملوحة هي كمية المياه المتدفقة من نهر دجلة عبر ناظم قلعة صالح".